Masjid and Tomb of Abul Abbas al-Mursi

 Al-Mursi Abu'l-'Abbas Mosque in Alexandria




Tomb of Abul Abbas al-Mursi


Sons of Abul Abbas al-Mursi

Kodampuzha Bava Musliyar near Maqam

Kerala Ziyarath Team at Maqam Sharief


Abul Abbas al-Mursi is a Sufi saint from Al-Andalus who later in his life moved to Alexandria in Egypt. His complete name is Shahab al-Din Abu'l-'Abbas Ahmad ibn 'Umar ibn Mohammad al-Ansari al-Mursi. Al-Mursi Abul-'Abbas, as he is now commonly called, is one of the four master saints of Egypt, the other three being Ahmad al-Badawi, al-Dessouqi and al-Haggag. Shabab was born in Murcia in Muslim Spain in 616 H (1219 CE) to a wealthy family in the trading business and was well educated in religious sciences.
He grew up helping his father in the trading business. He was known for his honesty and for his many contributions to the needy. He left Spain with his family in 640 H (1242 CE) in the face ofincreasing Christian control over Spain. He was accompanied by his father, brother, and his mother. However, his parents did not make it to Tunisia, their destination. 
In Tunisia, Shahab heard about Shaykh Abu’l-Hassan ash-Shadhili, founder of the Shadhiliyya Sufi brotherhood, and he accompanied him when the latter moved to Alexandria in Egypt. Many Muslim scholars from Spain chose to live in Alexandria as Muslim Spain gradually fell under the domination of hostile Christian forces. Al-Shadhili was fond of Shahab who was becoming one of his best students. Abu'l-'Abbas al-Mursi (the Murcian) - as Shahab became known in Alexandria - married al Shadhili’s daughter and had two daughters and a son from her. He lived 43 years in Alexandria as a Muslim teacher until he died in 686 H (1286 AD). A mosque was built over his tomb in the Anfoushi district of Alexandria, which over time became the most famous of all of Alexandria's mosques, the El-Mursi Abul Abbas Mosque.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين في كل لمحة ونفس كما يحب ربنا ويرضي وصلوات الله البر الرحيم علي النبي في كل لمحة ونفس بقدر عزتك يا عزيز وحق قدره ومقداره العظيم . أمــــا بعد  : فهذه نبذة بسيطة عن سيدي أبا العباس المرسي الكائن مقامه ومسجده بحي رأس التين ( ميدان المساجد ) بالأسكندرية ...........



يقول المقريزى فى المواعظ والاعتبار ج 1 ص 144 :
============================
مدينة الاسكندرية هذه المدينة من أعظم مدائن الدنيا وأقدمها وضعا وقد بنيبت غير مرة فأول ما بنيت بعد كون الطوفان فى زمان مصرايم بن يبصر بن نوح وكان يقال لها اذ ذاك مدينة رقودة ثم بنيت بعد ذلك مرتين فلما كان فى ايام اليونانيين جددها الاسكندر بن فيليش المقدونى الذى قهر دارا وملك ممالك القرس بعد تخريب بخت نصر مدينة منف بمائة وعشرين سنة شمسية فعرفت به ومنذ جددها الاسكندر المذكور انتقل تخت المملكة من مدينة منف الى الاسكندرية فصارت دار المملكة بديار مصر ولم تزل على ذلك حى ظهر دين الاسلام وقدم عمرو بن العاص رضى الله عنه بجيوش الى المسلمين وفتح الحصن والاسكندرية وصارت ديار مصر أرض اسلام فانتقل تخت الملك حينئذ من الاسكندية الى فسطاك مصر وصار الفسطاط من بعد الاسكندرية دار مملكة ديار مصر *
أما عمود السوارى فهذا العمود حجر أحمر منقط وهو من الصوان الماتع كان حوله نحو أربعمائة عمود كسرها قراجار والى الاسكندرية فى أيام السلطان صلاح الدين ين يوسف الايوبى ورماها بشاطىء البحر ليوعر على العدو وسلوكه اذا قدموا ويذكر ان هذا العمود من جملة اعمدة كانت تحمل رواق الذى كان يدرس به الحكمة وانه كان دار علم وفيه خزانة كتب احرقها عمرو بن العاص باشارة عمر بن الخطاب رضى الله عنه ويقال ان ارتفاع هذا العمود سبعون ذراعا وقطره خمسة اذرع وذكر بعضهم أن طوله بقاعدته اثنان وستون ذراعا وسدس ذراع *



يقول الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى الطبقات الكبرى ج2 ص 11 :
==========================================

( الشيخ سيدى الإمام أحمد أبو العباس المرسى رضى الله عنه )

كان من أكابر العارفين بالله وكان يقال أنه لم يرث علم الشيخ أبى الحسن الشاذلى رضى الله عنه غيرره وهو أجل من أخذ عنه الطريق رضى الله عنه ولم يضع رضى الله عنه شيأ من الكتب وكان يقول علوم هذه الطائفة علوم تحقيق وعلوم التحقيق لا تحملها عقول عموم الخلق وكذلك شيخه أبو الحسن الذشاذلةى رضى الله عنه لم يضع شئأ وكان يقول كتبى اصحابى ( مات رضى الله عنه سنة ست وثمانين وستمائة ومن كلامه رضى الله عنه جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام خلقوا من الرحمة ونبينا صلى الله عليه وسلم هو عين الرحمة وكا رضى الله عنه يقول الفقيه هو من أنفقأ الحجاب عن عبينى قلبه وكان رضى الله عنه يقول رجال الليل هم الرجال وكلما أظلم الوقت وقى نور الولى وكان رضى الله عنه يقول ولى الله مع الله وكان رضى الله عنه يقول ان لله تعالى عبادا محق أفعالهم بأفعاله واوصافهم بأوصافه وذاتهم بذاته وحملهم من أسراراه ما يعجر عامة الأولياء عن سماعه وكان يقول رضى الله عنه فى معنى حديث من عرف نفسه عرف ربه ( معناه ) من عرف نفسه بذلها وعجز ما عرف الله بعزة وقدررته قلت وهذا أسلم الأجو والله أعلم وكان يقول رضى الله علنه سمعت الشيخ أبا الحسن رضى الله عنه يقول لو كشف عن نرو المؤمن العاصى يطبق بين المساء والأرض فما ظنك بنور المؤمن المطيع * وكان يقول رضى الله عنه قد يكون الولى مشحونا بالعلوم والمعارف والحقائق لديه مشهودة حتى إذا أعطى العبارة كان الاذن من الله تعالى فى الكلام ويجب أن تفهم ان من أذن له فى التعبير حليت فى مسامع الخلق اشاراته وكان يقول كلام المأذون له يخرج وعليه كسوة وطلاوة وكلام الذى لم يؤذن له يخرج مكسوف الانوار * وقال فى قول بشر الحافى رضى الله عنه انى لاشتهى الشواء منذ أربعين سنة ما صفا لى ثمنه أى لم يأذن لى الحق فى أكله فلو أذن لى صفا لى ثمنه والا فمن أين يأكل فى الاربعين سنة وقال فى قول الجنيد رضى الله عنه أدركت سبعين عارفا كلهم كانوا يعبدون الله تعالى على ظن ووهم حتى أخى أبا يزيد يدلوا أدرك صبيا من صبياننا لاسلم علي يدية معناه أنهم ييقولون ما بعد المقام الذى وصلناه مقام فهذا وهم وظن فان كل مقام فوقه مقام الى ما يتناهى وليس معناه الظن والوهم فى معرفتهم بالله تعالى ومعنى لا سلم على يديه أى لا نقاد له لان الاسلام هو الانقياد وقال فى قوله أبى يزيد رضى الله عنه خضت بحرا وقل الانبياء بساحله معناه أن أبا يزيد رضى الله تعالى عنه يشكو ضعفه وعجزه عن اللحوق بالانبياء عليهم الصلاة والسلام وذلك لان الانبياء عليهم الصلاة والسلام خاضوا بحر التوحيد ووقفوا على الجانب الآخر على ساحل الفرق يدعون الخلق الى الخوض أى فلو كنت كامى لوقفت حيث وقفوا قال ابن عطاء الله رضى الله عنه وهذا الذى فسر به الشيخ كلام أبى يزيد رضى الله عنه هو اللائق بمقام أبى يزيد وقد كان يقول دميع ما أخذ الاولياء بالنسبة لما أخذ الانبياء عليهم الصلاة والسلام كزق ملىء عسلا ثم رشحت منه رشاحة فما فى باطن الزق للآنبياء عليهم الصلاة والسلام وتلك الرشاحة للأولياء رضى الله تعالى عنهم



ويقول على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية ج 7 ص 69 :
===============================

جامع سيدى أبى العباس المرسى رضى الله عنه بجوار القرافة كان فى الأصل مسجدا صغيرا وفى سنة 1189 جدد فيه بعض المغرابة القاصدين الحج جزأه الذى يلى القبلة والمقصورة والقبة ثم أخذ نظاره فى تجديده وتوسيعه شيأ فشيأ يأخذ قطعة من المقابر وبعض من المنازل التابعة لوقفه وجعلت ميضأته فيما هدم من تلك المنازل حتى صار الى ما هو عليه الآن من السعة والمتانة والمنظر الحسن وشعائر مقامه على الوجه الاتم ويصر عليه من طرف ديوان الاوقاف بالاسكندرية كما ان ريعه ومرتباته مضبوطة به وكان سيدى أبو العباس رضى الله عنه من أكابر العارفين بالله تعالى أخذ الطريق عن الشيخ أبى الحسن الشاذلى وهو أجل تلامذته وأول خلفائه ومع وفور علمه وجمعه بين على الحقيقة والشريعة لم يؤلف كتابا وكذلك كبقاته من ذلك جملة عظيمة فعليك بها مات رحمه الله تعالى سنة 686 ودفن فى جامعه وقبره به فى غاية الشهرة يزوره أهل الاسكندرية وغيرهم من المترددين عليها ولهم فيه اعتقادا زائدا لاسيما المغاربة وله خدمة يقتسمون وظائف الخدمة كما يقتسمون النذور على مشروط مسجلة فى ديوان وزارة الاوقاف ويعمل له مولدا سنويا ثمانية أيام بعد مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليلة فى نصف رمضان


ويقول الدكتور السعيد أوب الاسعاد فى نيل الخيرات الملموسة
=================================

هو أحمد بن عمر بن على الخزرجى ولد رضى الله عنه عام 616 هـ فى بلدة مرسيية التى ينسب اليها ويتصل نسبه بالأنصار الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حبهم من علامات الإيمان حيث ينتهى نسبه إلى سعد بن عبادة ( سيد الخزرج ) ** ولما بلغ أبو العباس مرحلة الشباب وبلغ درجة الاستقلال بنفسه فى التفقه والدراسة ، أخذ فى معاونة والده فى الأعمال التجارية فكان التاجر الصدوق فى سنة 640 هـ حزم والده أمره ورتب شئؤنه على أن يقول بالحج الى بيت الله الحرام وأخذ الأسرة معه وركبوا البحر وشاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن تهب عليهم عاصفة بالقرب من شاطىء بونة فاست\هد والده ووالدته غرقا ونجا هو وأخوه محمد فيما شطر تونس واتجه أخوه محمد نحو أعمال التجارة على غرار والده أما أبو العباس فاتخذ من زاوية الفقيه ( محرز بن خلف ) مكانا يعلم فيه القراءة والكتابة ومبادىء الدين والقرآن وفى تونس التقى بشيخه أبى الحسن الشاذلى * وكأن المقادير أتت به من مرسيية الى تونس لأجل أن يكون ثانى خلفاء الطريقة الشاذلية وليكون داعية الى الله وامتداد للشاذلى وقطبا من كبار الاقطاب وعلما من أشهر الاعلام ومن تونس توجه أبو الحسن الشاذلى ومعه جماعة وعلى رأسهم أبو العباس المرسى الى مصر حيث وصلوا الى الاسكندرية ونزلوا عند عمود السوارى وكانت بهم فاقة وجوع شديد فبعث اليهم رجل

من عدول الاسكندرية بكعام فلما قيل للشيخ عنه قال لا يأكل أحد منه شيئا فباتوا على ما هم عليه من الجوع فلما كان عند الصبح صلى بهم الشيخ وقال مدوا السماط واحضروا ذلك الطعام ففعلوا وتقدموا فأكلوا فقال الشيخ رأيت فى المنام قائلا يقول أحل الحلال مالم يخطر لك ببال ولا سـألت فيه أحدا من النساء والرجال وأستمر ابو العباس مع الشاذلى يسير فى ضوء تربيته وينهج كريقته الى ان كانت وفاة الشاذلى فخلفة أبو العباس المرسى على الطريقة وعاش أبو العباس مرشدا ومربيا سلك على يدية الجم الغفير من البسطاء فضلا عن العلماء فمن كراماته التى انفرد بها تسليكه لنحو ثلاثين قاضيا وكان يقول لـ ( ياقوت العرشى ) ليس الشأن أ تسلك كل يوم ألف من العوام بل أن تسلك فقيها واحدا فى مائة عام * وكان منهجه رضى الله عنه الوسطية ولا يمانع أن يتمتع المرء بزينة الحياة ما دام فى حدود ما أحله الله وكان يتمثل بقول الشيخ أبى الحسن وكان يقول رضى الله عنه لا يحجر على فهم الآخرين ويقول كل يسمعه الله ويفهمه على القدر الذى يريده ويكفيك فى هذا أن ثلاثة سمعوا مناديا يقول يا زعتر برى * ففهم كل منهم عن الله مخاطبة خوطب بها فى سره * سمع الأول : اسع ترى برى * وسمع الثانى : الساعة ترى برى * وسمع الثالث / ما أوسع برى
فالمسوع واحد واختلف أفهام السامعين يقول الله تعالى ( قد علم كل أناس مشربهم ) فأما الأول فمريد دل على النهوض إلى الله بالأعمال ليستقبل الطريق بالجد فقيل له أسع الدنيا بصدق المعاملة ترى برنا بوجودد المواصلة وأما لثانى فكان سالكا الى الله طاولته الأوقاف فخاف أن تقوته الوصلة فقيل له ترويحا على قلبه : الساعة ترى برى * وأما الثالث فعارف كشف له عن وسع كلامه فخوطب من حيث أشهد فسمع : ما أوسع برى * وكان رضى الله عنه يهتم بالوقت ويقسم أوقات الانسان الى أربعة لا خامس لها فى النعمة والبلية والطاعة والمعصية ثم يقول : ولله عليك فى كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية فمن قته الطاعة فسبيله شهود المنة من الله تعالى إذ هداه الله لها ودفعه للقيام بها ومن كان وقته المعصية فسبيله الاستغفار والتوبة ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء والصببر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعطى فشكر وابتلى فصبر وظلم فغفر وظلم فاستغفر ثم سكت صلى الله عليه وسلم فقالوا ثم ماذا يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون وكان رضى الله عنه يقول الأنبياء وكان رضى الله عنه يقول الأنبياء إلى أممهم عطية ونبينا صلى الله عليه وسلم هدية وفرق بين العطية والهدية * لأن العطية للمحتاجين والهدية للمحبوبين قال صلى الله عليه وسلم إنما أنا رحمة مهداة ** وقال رضى الله عنه فة قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) أى لا أفتخر بالسيادة وإنما أفتخر بالعبودية لله سبحانه وتعالى وكان مذهبه رضى الله تعالى عنه أنه لا يلزم أن يكون القطب شريفا نسبا بل قد يكون من غير هذا القبيل



النسب الشريف
=========
هو الإمام العارف بالله شهاب الدين أبو العباس
( أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري المرسي )
يتصل نسبه الشريف بالصحابي الجليل سعد بن عباده الأنصاري وصاحب سقيفة بني ساعدة التي تمت فيها بيعة سيدنا أبي بكر الصديق بالخلافة.



كان جده الأعلي قيس بن سعد أميرا علي مصر من قبل سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سنة 36 هـــ .
الولادة والنشأة



2- ولادة الإمام أبا العباس المرسي

ولد سيدي أبا العباس المرسي بمدينة ( مرسية ) بالأندلس سنة 616هــــ ( 1219) مـــــ

- نشأة الإمام أبا العباس المرسي [/align]
كان والده يعمل في التجارة ويبدو أن حال الوالد كانت من اليسر بحيث مكنه من إرسال إبنه إلي معلم لتعلم القراّن الكريم والتفقه في أمور الدين وقد حفظ القراّن الكريم كله في سنة واحدة وتعلم بالأندلس أصول الفقه والقراءة والكتابة ، وكان والده من تجار مرسية فشارك معه في تجارته .
وكان المال الذي يتدفق إلي سيدي المرسي من تجارته ، يذهب إلي جيوب الفقراء والمساكين وأبناء السبيل . وكان يكتفي من أرباح تجارته بما يقيم أوَدَه ويحفظ حياته .



كان مستغرقا بقلبه في ذكر الله فكان شغله الشاغل أن يتقدم كل يوم خطوة في طريق الحق والحقيقة .
الإمام أبو العباس وشهرته



4 - الإمام أبو العباس وشهرته

أشتهر أبو العباس بالصدق والأمانة والعفة والنزاهة في تجارته. كان يربح مئـــــــــــــات الاّلف ، ويتصدق بمـئـــــــــــــات الاّلف ، وكان قدوة لتجار عصرة في التأدب بأدب الدين الحنيف . وكان قدوة للشباب في التمسك بالعروة الوثقي . ورعاية حقوق الله . فهو يصوم أياماً كثيرة من كل شهر ، ويقوم الليل إلا أقله ، ويمسك لسانه عن اللغو واللمم.

أبو العباس والنجاة من الغرق



5 - أبو العباس والنجاة من الغرق

في عام 640 هــ ( 1242م) التزم والده الحج إلي بيت الله الحرام فصحبه معه وكذا أخيه ( أبي عبد الله جمال الدين ) وأمهما السيدة ( فاطمة بنت الشيخ عبد الرحمن المالقي ) .


فركبوا البحر عن طريق الجزائر حتي إذا كانوا علي مقربة من شاطيء تونس هبت ريح عاصف أغرقت المركب بمن فيها غير أن عناية الله تعالي أدركت أبا العباس المرسي وأخاه فأنجاهما الله تعالي من الغرق فقصدا تونس وإتخذاها دارا ً لهما .



6- الإمام أبو العباس المرسي في تونس :

قال الإمام المرسي . للما نزلت بتونس وكنت أتيت من مرسية((بالأندلس )) وأنا إذ ذاك شاب سمعت بالشيخ أبا الحسن الشاذلي فقال لي رجل نمضي إليه فقلت : حتي أستخير الله .

فنمت تلك الليلة فرأيت كأني أصعد إلي رأس جبل فلما علوت فوقه رأيت هناك رجلا ً عليه بُرنس أخضر وهو جالس عن يمينه رجل وعن يساره رجل فنظرت إليه فقال : عثرت علي خليفة الزمان ...قال : فإنتبهت فلما كان بعد صلاة الصبح جاءتي الرجل الذي دعاني إلي زيارة الشيخ فسرت معه. فلما دخلنا عليه رأيته بالصفة التي رأيته بها فوق الجبل ( جبل زغوان )
فدهشت فقال الشيخ أبا الحسن الشاذلي عثرت علي خليفة الزمان .
ما إسمك ؟.
فذكرت له إسمــي ونسبي . فقال لي رفعت إليْ منذ عشر سنين . ومن يومها وهو يلازم الشيخ أبا الحسن الشاذلي ورحل معه إلي مصر .
ورأي الشاذلي في أبو العباس المرسي فطرة طاهرة ، ونفسا خيرة وإستعداداً طيباً ، للإقبال علي الله ، فمنحه ورده وغمره بعنايته ، وأخذ في تربيته تربية تؤهله ليكون خليفته من بعده ،وقال له يا أبا العباس والله ما صحبتك إلا لتكون أنت أنا و أنا أنت وقد تزوج سيدي أبا العباس من كريمة الشاذلي وأنجب منها محمد وأحمد وإبنته بهجة التي تزوجت من الشيخ ياقوت العرش وكان من تلاميذ أبيها ومريديه



7- أعظم الأقــوال في سيدنا اّدم عليه السلام :

قال الإمام المرسي رضي الله: كنت مع الشيخ أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه ونحن قاصدون الأسكندرية حين مجيئنا من تونس فأخذني ضيق شديد حتي ضعفت عن حمله . فأتيت الشيخ أبا الحسن فلما أحس بي قال يا أحمد ؟ قلت نعم يا سيدي .فقال : اّدم خلقه الله بيده وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته ثم نزله به إلي الأرض قبل أن يخلقه بقوله (إني جاعل في الأرض خليفة ) ما قال في السماء أو الجنة . فكان نزول اّدم عليه السلام إلى الأرض نزول كرامة لا نزول إهانة .

فإن اّدم عليه السلام كان يعبد الله في الجنة بالتعريف فأنزله إلى الأرض ليعبده بالتكليف ، فإذا توافرت فيه العبوديتان إستحق أن يكون خليفة.
وأنت أيضا لك قسط من اّدم كانت بدايتك في سماء الروح في جنة التعريف ، فأنزلت إلي أرض النفس تعبده بالتكليف، فإذا توفرت فيك العبوديتان أستحققت أن تكون خليفة .
قال الشيخ أبو العـباس رضي الله عنه : فلما إنتهي الشيخ من هذه العبارة شرح الله صدري وأذهب عني ما أجد من الضيق والوسواس



8- أبو العباس المرسي رضي الله عنه في الأسكندرية :

في عام (1244م)رأي الشاذلي رضي الله عنه في منامه أن النبي يأمره بالإنتقال إلي الديار المصرية فخرج من تونس ومعه أبو العباس المرسي وأخــوه عبد الله وخادمه أبو العزايم ماضي قاصدين الأسكندرية علي عهد الملك الصالح نجم الدين أيـــوب .

ويقول سيدي أبو العباس المرسي رضي الله عنه أيضا : لما قدمت من تونس إلي الأسكندرية ، نزلنا عند عمود الــسواري وكانت بنا فاقة وجوع شديد فبعث إلينا رجل من عدول الأسكندرية بطعام فلما قيل للشيخ عنه قال : لا يأكل أحد من شيئا من الطعام فبتنا علي ما نحن فيه من الجوع ، فلما كان عند الصبح صلى بنا الشيخ وقال : أحضروا ذلك الطعام ففعلوا ، وتقدمنا فأكلنا فقال الشيخ : رأيتفي المنام قائلا يقول أحل الحلال ما لم يخطر لك ببال ، ولا سألت فيه أحد من النساء والرجال ). وإستمر أبو العباس مع الشاذلي يسير في ضوء تربيتهوينهج طريقه لا يحيد عنه قيد الشعرة إلي أن كانت وفاة الشاذلي اللهم صل علي سيدنا محمد عبدك و نبيك و رسولك النبي الأمي
نقل عن الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه .أن من واظب علي هذه الصيغة في اليوم و الليلة 500مرة لا يموت حتي يجتمع بالنبي صلي الله عليه و سلم ( مفاتيح المفاتيح )



10-



مدة إقامة الشيخ بالأسكندرية وو فاته



أقام الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه . بالأسكندرية ( 43 عاما ) ينشر العلم و يهذب النفوس و يربي المريدين و يضرب المثل بورعه و تقواه . و قد تلقي العلم علي يدي أبو العباس و صاحبه الكثير من علماء عصره كالإمام البوصيري و إبن عطاء الله السكندري و ياقوت العرش و إبن اللبان و العز بن عبد السلام و إبن أبي شامة و غيرهم و توفي في رضي الله عنه في الخامس و العشرين من شهر ذي القعدة سنة 685هــــ ـ و دفن معه إبنه أوقات الإنسان في نظر سيدي الإمام أبو العباس المرسي



يقسم الإمام أبو العباس المرسي رضي الله عنه أوقات الإنسان إلي أربعة هي :

1- النعمة
2- البلية
3 - الطاعة
4- المعصية



ولله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية

1- فمن وقت الطاعة : فسبيله شهود المنة من الله عليه إذ هداه الله لها ، ودفعه للقيام بها .



2- و من كان وقته المعصية : فسبيله الإستغفار .



3- ومن كان وقته النعمة : فسبيله الشكر ، وهو مزج القلب بالله .



4- ومن كان وقته البليلة : فسبيله الرضا بالقضاء والصبر
________________________________________
أعظم الذكر

ينصح الإمام أبو العباس رضي الله عنه بالذكر بإسم ( الله ) و قال لأصحابه ليكن ذكرك الله : فإن هذا



الإسم سلطان الأسماء و له بساط وثمرة ، فبساطه العلم وثمرته النور ، ثم النور ليس مقصودا



لنفسه ، و إنما ليقع به الكشف والعيان ، وجميع أسماء الله للتخلق إلا إسمه الله فإنه للتعلق ،



فمثال ذلك : أنك إذا ناديته يا حليم ، خاطبك من إسمه الحليم، أنا الحليم فكن عبدا حليما ً ، و إذا



ناديته بإسمه الكريم خاطبك من إسمه الكريم ، أنا الكريم فكن عبدا كريما ، وكذلك سائر أسمائه ،



إلا إسمه الله فإنه للتعلق فحسب ، إذ مضمونه الألوهية و الألوهية لا يتخلق بها أصلا



من أقوال سيدي أبو العباس المرسي



الأنبياء إلي أممهم عطية و نبينا سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هدية . و فرق بين العطية و الهدية . لأن



العطية للمحتاجين



و الهدية للمحبوبين.



قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :
إنمــــا أنا رحمة مهـــــــــداه


2- قال رضي الإمام المرسي رضي الله عنه : في قول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم :



" أنا سيد ولد أدم ولا فخر " أي لا فخر بالسيادة ، و إنما أفتخر بالعبودية لله سبحانه وتعالي .


3- قال رضي الله تعالي عنه : الأكوان كلها عبيد مسخرة ، و أنت عبد الحضرة .


4- وكان رضي الله عنه يقول : و الله ما جلست بالناس حتي هددت بالسلب .
وقيل لي : لئن لم تجلس لسلبتك ما وهابناك .


5- وكان يقول رضي الله عنه : لي أربعون سنة ما حجبت طرفة عين عن رسول الله صلي الله عليه وسلم . ولو حجبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ما عددت نفسي من جملة المسلمين .



6- قال رضي الله عنه : الطي علي قسمين : طي أصغر وطي أكبر ، فالطي الأصغر لعامة هذه الطائفة ، أن تطوي لهم الأرض من مشرقها إلي


مغربها في نفس واحد . والطي الأكبر : طي أوصاف النفوس [/b]